تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

في ذكراه الـ1700… كنيسة المشرق الآشوريّة تطلق مؤتمرًا يحتفي بمَجْمَع نيقيا

اسي مينا

انطلقت أمس، في رحاب الجامعة الكاثوليكية في أربيل، أعمال المؤتمر الأكاديمي الدولي الذي تنظّمه كنيسة المشرق الآشوريّة احتفالا بالـ«الذكرى الـ1700 لانعقاد مَجْمَع نيقيا (325–2025)» برعاية بطريركها آوا الثالث روئيل وحضوره، ومشاركة البطريرك الكلداني الكاردينال لويس روفائيل ساكو.

حضر حفل الافتتاح مسرور بارزاني رئيس حكومة إقليم كُردستان، وعدد من المسؤولين الحكوميّين والأساقفة والإكليروس، وممثلون عن كنائس رسوليّة عدّة حول العالم، إلى جانب الباحثين والأكاديميّين المشاركين في المؤتمر وجمهور المهتمّين.

وشرع الحفل بترتيل جوق كاتدرائيّة مار يوخنّا المعمدان البطريركيّة قانون الإيمان النيقاويّ باللغة السريانيّة.

الاحتفال الرسميّ الوحيد في العراق

قال روئيل في كلمته الترحيبيّة إنّ مؤتمرهم يُعدّ الاحتفال الرسميّ الوحيد في جميع أنحاء العراق المُقام لإحياء الذكرى العظيمة للمَجْمَع المسكونيّ الأوّل في تاريخ الكنيسة، والذي جمع الآباء بغية توحيد إيمانهم وعقيدتهم. وشكر حكومة الإقليم على دعمها المتواصل جميع الكنائس، الآشوريّة والكلدانيّة والسريانيّة.

وأشار إلى أهمّية مَجْمَع نيقيا كونه أسفر عن أوّل قانون إيمانٍ رسميٍّ مشترك يعترف به المسيحيّون جميعهم. وقد عُقد في مرحلةٍ كانت الوحدة في الإيمان والشركة في الأسرار المقدّسة لا تزال قائمة بين الكنائس المختلفة. وسلّط الضوء على الاستقبال الفريد الذي حظي به المَجْمَع ومقرّراته لدى كنيسة المشرق، حين أقرّها رسميًّا مَجْمَع مار إسحق المنعقد عام 410.

صون ثقافة التعايش السلميّ

بدوره، شدّد بارزاني على ضرورة صون ثقافة التعايش السلميّ وتعزيزها، وعدّها جوهر الهويّة المجتمعيّة لكُردستان وإرثًا حضاريًّا راسخًا. ودعا رجال الدين وعلماء الأديان كافّة إلى الاضطلاع بمسؤوليّاتهم في نشر قيم المحبّة والتآلف وتعميق أسُس السلام الاجت

وأكّد التزام حكومته حماية التنوّع الثقافي والعرقي، وهو ما يتجلى في دعمها اللغة السريانيّة «التي تحدّث بها السيد المسيح»، عبر 50 مدرسة متخصّصة؛ فضلًا عن دعمها دُور العبادة. وأعلن افتتاح أربع كنائس جديدة في المستقبل القريب.

معًا نحو الوحدة والشركة

أمّا ساكو، فذكر ما تواجهه الكنيسة اليوم من تحدّياتٍ جديدة، بخاصّةٍ «الانقسام في الاحتفال بعيد الفصح»، داعيًا إلى توحيده باعتباره شهادة مسيحيّة والتزام السير معًا نحو الوحدة والشركة الكاملة.

وقال إنّ الاحتفال بالمئويّة السابعة عشرة لمَجْمَع نيقيا يُحَتِّم العودة إلى قانون إيمانه بصفته أرضيّة مشتركة للحوار المسكونيّ، مؤكِّدًا أنّ الوحدة لا تعني ذوبان الكنائس في كنيسة واحدة، بل تكمن في البحث عن صيغة مقبولة للشركة الكنسيّة. وأوضح أنّ «رسالة نيقيا اليوم أن نتَّحد ونعمل معًا لتوطيد وجودنا ومستقبلنا واحترام حقوقنا كاملةً في العراق والمنطقة حيث نشأت المسيحيّة وتأصَّلت وانتشرت».

ثمّ شرعت جلسات المؤتمر بمشاركة كوكبة من الباحثين والأكاديميّين حضروا من مختلف أنحاء العالم لتقديم أبحاثهم المتمحورة حول مَجْمَع نيقيا. ويواصل المؤتمر أعماله حتى يوم غد، ويؤمل أن يصدر عنه بيان ختاميّ يتضمّن مقرّاراته وتوصياته.

المصدر: آسي مينا / جورجينا حبابة