تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

العمل لأجل السلام يتصدّر كلمة الفاتيكان في الأمم المتّحدة

المدبر الرسولي

شدّد الكرسي الرسولي على مركزية كرامة الإنسان وأولوية العمل لأجل السلام، مع تركيز خاصّ على أوضاع منطقة الشرق الأوسط وما تشهده من تحدّيات.

جاء ذلك في بيانٍ ألقاه أمين سرّ دولة الفاتيكان للعلاقات مع الدول والمنظمات الدولية، المطران بول ريتشارد غالاغر، في خلال المناقشة العامة للأسبوع رفيع المستوى في افتتاح الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة.

وأضاف البيان: «يولي الكرسي الرسولي الوضع في الشرق الأوسط اهتمامًا كبيرًا، سعيًا إلى تحقيق سلام عادل ودائم بين إسرائيل وفلسطين يقوم على حلّ الدولتين، وفقًا للقانون الدولي وجميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة».

وشدّد البابا لاوون الرابع عشر على ضرورة أن يعمل الأطراف المعنيون والمجتمع الدولي بأسره على وضع حدّ «للنزاع في الأراضي المقدّسة والذي سبّب كثيرًا من الرعب والدمار والموت». وناشد «إطلاق جميع الرهائن، والتوصّل إلى وقف دائم لإطلاق النار، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية، والتزام القانون الإنساني، وواجب حماية المدنيين، وحظر العقاب الجماعي والاستخدام العشوائي للقوة والتهجير القسري للسكان». وأكّد أنّ أيّ قرار أو إجراء أحادي من شأنه تغيير الوضع الخاص للقدس أو المسّ بالوضع القائم، مرفوض أخلاقيًّا وقانونيًّا.

أمّا في ما يتعلّق بسوريا، فأكّد الكرسي الرسولي أهمية انتقال سلمي وعادل في البلاد، وضمان حماية حقوق السوريين على اختلاف أعراقهم وأديانهم، من دون أي تمييز. وشدّد البيان على وجوب احترام استقلال سوريا وسيادتها ووحدة أراضيها بشكل كامل، وفقًا للقانون الدولي.

وأشار البيان إلى النزاع في السودان. وجدّد الكرسي الرسولي نداءه لوقف الأعمال العدائية، وبدء مفاوضات حقيقية باعتبارها السبيل الوحيد الذي يتيح للشعب السوداني بناء مستقبل قائم على السلام والمصالحة.

وذكر البيان أنّ أكثر من 360 مليون مسيحي يعيشون اليوم في مناطق تشهد مستويات مرتفعة من الاضطهاد أو التمييز، مع تزايد الهجمات على الكنائس والمنازل والمجتمعات في السنوات الأخيرة. وتشير البيانات إلى أنّ المسيحيين يُعدّون الجماعة الأكثر تعرّضًا للاضطهاد على مستوى العالم، ومع ذلك يبدو أنّ المجتمع الدولي يغضّ الطرف عن معاناتهم.

وشمل البيان قضايا أخرى أبرزها الذكاء الاصطناعي والعلاقات الدولية والفقر وتغيّر المناخ... وأشاد بدور الأمم المتحدة بصفتها منتدى أساسيًّا تلتقي فيه الدول كافة. ودعا إلى إعادة التزام المبادئ الأصيلة المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة والتي ما زالت تحافظ على راهنيتها وأهميتها اليوم.

المصدر: آسي مينا / رومي الهبر