
لبنان - في أقلّ من شهرَين، عاد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي إلى جنوب لبنان في زيارة رعويّة تمتدّ يومًا كاملًا وتشمل قرى وبلدات عدة ضمن نطاق رعايا أبرشية صور المارونيّة.
وشدّد الراعي في محطّاته على أهمّية التكاتف والصمود في الأرض. وترأّس القدّاس الإلهي في كنيسة مار جرجس-القليعة (مرجعيون) حيث أكّد في عظته أنّ الجنوب اليوم يذكّر لبنان كلّه بأنّ الخلاص هو للذين يصبرون ويثبتون حتى النهاية.
وتوجّه إلى الأهالي: «على الرغم من الخسائر، بقيتم واقفين متمسّكين ببيوتكم ومؤسساتكم ومدارسكم وكنيستكم، تؤكّدون أن هذه الأرض ليست للبيع أو التنازل... تؤكّدون أنّ الجنوب حيّ وأنّ لبنان لن يموت. إنّ دماء شهدائكم وصلواتكم ودموعكم وصبركم هي شهادة إيمان بأنّ الربّ لا يترك شعبه ويمنحه القوة لبناء ما تهدّم والنهوض من جديد».
وأردف الراعي: «نتأمل سلامًا قريبًا... سلامًا يترسّخ بانسحاب إسرائيل من الجنوب وبسط الدولة اللبنانية سيادتها الشرعية على كامل أراضيها. وهنا أؤكد أنّ الجيش اللبناني بعنفوانه وهيبته هو الضمانة والحصانة الوحيدة لأرضنا وشعبنا، والمؤتمن على حماية حدودنا والدفاع عن كرامتنا. إنّ انتشار الجيش على كامل أراضي الجنوب ليس مطلبًا بل حقّ سياديّ».
وختم: «لا أوطان من دون أرض، ولا أرض من دون أهلها. إنَّ بقاء الجنوب قويًّا ومحصّنًا هو ضمانة لبقاء لبنان. وإنّ تعزيز صمود أهله هو واجب وطني وأخلاقي. مسؤوليتنا جميعًا، مواطنين ومسؤولين وسياسيّين ومؤسّسات، أن نتكاتف لإعادة بناء لبنان على أسُس متينة: سيادة لا مساومة عليها، ودولة قانون قويّة، واقتصاد منتج يثبّت الناس في أرضهم ويؤمّن لهم هناء العيش، وتربية روحيّة ووطنيّة تُخرّج أجيالًا جديدة تحبّ لبنان وتخدمه بصدق».
وكان الراعي زار في العاشر من أغسطس/آب الماضي قرى الشريط الحدودي في قضاء بنت جبيل (جنوب لبنان).
المصدر: آسي مينا.