Aller au contenu principal

لبنان في قلب الكنيسة... ثلاث زيارات بابويّة حملت الرجاء إلى الشرق

البابوات

روما - شكَّلَ لبنان عبر تاريخه محطّة روحيّة بارزة في قلب الكنيسة الكاثوليكيّة، وكان موضع عناية خصّصها له البابوات المعاصرون الذين رأوا فيه أرض رسالة وتعايش. ولم يكُن بلد الأرز يومًا بعيدًا من اهتماماتهم، إذ شهد زيارات ثلاثة منهم.

حفرت الرحلات البابويّة إلى لبنان بصمات مضيئة في مسيرة الإيمان والرجاء. فقد شهد هذا الوطن الصغير ثلاث زيارات تاريخيّة أجراها بابوات روما، حملت رسائل سلام وتثبيت للإيمان، ورسّخت حضور الكنيسة الجامعة في قلب الشرق.

كانت زيارة البابا بولس السادس للبنان سنة 1964 أولى الرحلات البابويّة إلى الشرق الأوسط. وهي لم تكن زيارة رسوليّة بل محطَّة في خلال توجّهه إلى بومباي في الهند. ورغم أنّها كانت قصيرة، إلّا أنّها ظلّت مطبوعة في أذهان اللبنانيّين، عندما كانت البلاد تُلقَّب سويسرا الشرق قبل اندلاع الحرب الأهليّة. وقد اتّسمت زيارته ببُعد رمزيّ عميق، أكّد فيه دور لبنان بصفته جسر حوار بين الأديان والثقافات، وأرضًا يعيش فيها المسيحيّون والمسلمون معًا بروح الأخوّة والتفاهم.

أمّا زيارة البابا القدّيس يوحنّا بولس الثاني في مايو/أيّار 1997 فتُعَدّ من أبرز المحطّات في تاريخ الكنيسة اللبنانيّة. فقد جاء هذا القدّيس ليوقّع الإرشاد الرسوليّ »رجاء جديد للبنان« بعد الحرب الأهليّة، مؤكّدًا أنّ هذا البلد نموذج للتعايش ورسالة حرّية. وقد جمعت زيارته مئات ألوف المؤمنين عند كلمة الرجاء، فكانت عهدًا جديدًا بين الكنيسة وأبنائها في الشرق. كذلك، دعا هذا البابا الشبابَ إلى هدم الجدران التي شُيِّدت في سنوات الحرب.

من جهته، توجَّه البابا الراحل بنديكتوس السادس عشر إلى لبنان في سبتمبر/أيلول 2012 لتوقيع الإرشاد الرسوليّ للكنيسة في الشرق الأوسط »شركة وشهادة«. وحملت زيارته طابعًا رعويًّا وإنسانيًّا، ودعا في خلالها المسيحيّين إلى الثبات في أرضهم والعيش بروح السلام، رغم الصعوبات.

شكّلت الزيارات الثلاث تجديدًا للعهد بين الكنيسة وبلد الأرز، ورسالة تضامن من الكرسيّ الرسوليّ مع شعب يُجاهد ليبقى منارة حرّية وإيمان في الشرق. وأصبحت هذه الزيارات جزءًا من ذاكرة وطن لا ينطفئ فيه نور الرجاء.

المصدر: د.امال شعيا، آسي مينا.