تجاوز إلى المحتوى الرئيسي

البابا: لويس وزيلي مارتان نموذج مُشرق ومُلهم للأزواج في زمن مضطرب

الفايتكان

الفاتيكان - أشاد البابا لاون الرابع عشر بـ"النموذج المُشرق والمُلهم" الذي قدّمه القديسان لويس وزيلي مارتان، والدا القديسة تريزا الطفل يسوع، في رسالة وجّهها بتاريخ 18 تشرين الأول 2025 إلى احتفال تذكاري في ألونسون بمناسبة الذكرى العاشرة لإعلان قداستهما على يد البابا فرنسيس عام 2015.

وأكد البابا أن والدي القديسة تريزا يشكّلان مصدر إلهام متجدّد في عالم اليوم، "في هذه الأزمنة المضطربة والمشوّشة، حيث تُقدَّم للشباب أمثلة زائفة عن الارتباط، غالبًا ما تكون مؤقتة، وفرداية وأنانية، وتنتهي بنتائج مريرة ومخيّبة للآمال".

وقد وجُهّت الرسالة إلى رئيس أساقفة سيز، المطران برونو فيييه، في أبرشية نورماندي التي تقع فيها مدينة ألونسون، حيث عاش الزوجان القديسان لويس (1823–1894) وزيلي (1831–1877) مارتان، والدا تسعة أبناء، من بينهم القديسة تريزا الطفل يسوع، الراهبة الكرمليّة في ليزيو، التي تُعتبر اليوم معلّمة للكنيسة.

 

الزواج مكانة رفيعة وسامية

وأوضح البابا لاون أن لويس وزيلي مارتان يقدّمان "درسًا عظيمًا" يحتاجه العالم بشدّة، قائلاً إنهما "نموذج مُشرق ومُلهم" للأزواج أو الراغبين في الزواج، مضيفًا أن حياتهما التي بدت "عادية" في الظاهر، كانت في الواقع "مفعمة بحضورٍ استثنائي لله، الذي كان مركز حياتهما المطلق".

وقال: "لقد فهم لويس وزيلي أنهما يستطيعان أن يتقدّسا لا على الرغم من الزواج، بل من خلاله وفيه وبواسطته، وأن زواجهما يجب أن يُعتبر نقطة انطلاقٍ لمسيرة صعودٍ مشتركة. إن هذين الزوجين القديسين من ألانصون هما إذًا نموذج مشرق ومُلهم لجميع النفوس السخية التي سلكت هذا الطريق، أو التي تنوي سلوكه، بدافع الرغبة الصادقة في عيش حياةٍ جميلة وصالحة تحت نظر الرب، في الفرح كما في المحنة".

وأضاف: "وهكذا، تقدّم الكنيسة المقدّسة للشباب، الراغبين -وربما المترددين- في خوض مغامرة الزواج الجميلة، هذا النموذج الفريد للأزواج: نموذج الأمانة والاهتمام بالآخر، نموذج الحماسة والمثابرة في الإيمان، نموذج التربية المسيحية للأبناء، والسخاء في ممارسة المحبة والعدالة الاجتماعية، ونموذج الثقة في زمن المحنة. ولكن وبشكل خاص، يشهد هذان الزوجان المثاليان للسعادة العميقة والفرح الذي لا يوصف، واللذين يمنحهما الله -في هذه الحياة وللأبدية- لكل من يسير على درب الأمانة والخصوبة".

 

زوجان سعيدان

وقال البابا: "في زمننا المليء بالاضطراب والضياع، حيث تُقدَّم للشباب أمثلة زائفة عن الارتباط، غالبًا ما تكون مؤقتة، فردية وأنانية، تحمل ثمارًا مرة ومخيبة، قد يبدو الزواج والعائلة كما أرادهما الخالق شيئًا عتيقًا ومملًّا. لكن لويس وزيلي مارتان يشهدان بعكس ذلك تمامًا: لقد كانا سعيدَين -سعيدَين بعمق!- لأنهما منحا الحياة، وأشعّا الإيمان ونقلاه، ورأيا بناتهما يكبرن ويزهرن تحت نظر الرب".

وتابع: "يا لها من سعادة أن تجتمع العائلة يوم الأحد بعد القداس حول المائدة، حيث يكون يسوع أول المدعوين، فيشاركهم أفراحهم وأحزانهم ومشاريعهم وآمالهم! ويا لها من سعادة في لحظات الصلاة المشتركة، وفي أيام الأعياد، وفي المناسبات العائلية التي تطبع مسيرة الحياة! ولكن، يا له من عزاء أيضًا أن يبقوا معًا في التجربة، متحدين بصليب المسيح عندما يأتي، ويا له من رجاء أن يلتقوا يومًا ما جميعًا في مجد السماء!".

 

دعوة إلى الأزواج

ووجّه البابا دعوة إلى الأزواج كي "يثابرو بشجاعة على الدرب التي سلكوها، وإن كانت أحيانًا صعبة وشاقة"، مشدّدًا على أهميّة أن "يضعوا، قبل كل شيء، يسوع في محور عائلاتهم، ونشاطاتهم واختياراتهم". وقال: "علّموا أبناءكم أن يكتشفوا محبته وحنانه اللامتناهي، واسعوا لأن تجعلوهم يحبّونه كما يستحق".

وختم البابا رسالته بالقول: "هذا هو الدرس العظيم الذي يعطينا إياه لويس وزيلي اليوم، وهو ما تحتاج إليه الكنيسة والعالم بشدّة. فكيف كانت تريزا الصغيرة لتبلغ مثل هذا الحب العميق ليسوع ومريم، وتنقل إلينا عقيدة روحية بهذا الجمال، لو لم تتعلّم ذلك من والديها القديسين منذ طفولتها؟".

المصدر: موقع أبونا.