
الأردن - في عالمٍ يواجه اليوم تحديات ثقافية وتربوية متسارعة يحتاج المؤمنون إلى شهود أمناء يقودونهم نحو المسيح لا بالكلام فقط بل بالحياة أيضًا، من هنا تأتي أهمية رسالة معلمي التعليم المسيحي الذين يشكّلون حجر الأساس في نقل الإيمان إلى الأجيال الجديدة، وفي هذا السياق حمل لقاء يوبيل 2025 "حجاج الرجاء" لمعلمي التعليم المسيحي مع قداسة البابا لاون الرابع عشر في ساحة القديس بطرس يوم السبت 27 أيلول/سبتمبر 2025 بُعدًا رعويًا ورسوليًا عميقًا.
التعليم المسيحي يتجاوز حدود المعرفة: أكد البابا أن دور معلم التعليم المسيحي لا يقتصر على تقديم المعلومات أو شرح العقائد وحسب، بل يتخطى ذلك إلى ما هو أعمق، مساعدة المؤمنين على لقاء شخصي وحقيقي مع يسوع المسيح، فالتعليم المسيحي ليس مادة نظرية تُحفظ بل مسيرة حياة تقود الإنسان نحو علاقة حية بالمخلّص.
الحدس والوداعة مفتاح الدعوة اليوم: قدم البابا مثال القديس أمبروسيوس أسقف ميلانو لتوضيح أهمية الحدس والوداعة حيث كان مجرد موظف في الدولة الرومانية ولم يكن قد تعمّد بعد عندما اختاره الشعب فجأة أسقفًا لهم، وأشار البابا إلى أن استجابته الفورية والودّية للدعوة تمثل نموذجًا يُحتذى به للمعلمين. حيث ركز البابا على أن دعوة معلم التعليم المسيحي في زمن الرجاء تتطلب سمتين أساسيتين:
1. الحدس الروحي (Intuition): تنمية الحس الروحي الذي يساعد على رؤية وتمييز عمل الروح القدس في حياة التلاميذ حتى في أصغر العلامات وأكثرها غموضًا.
2. الوداعة والطاعة (Docility): الطاعة والوداعة في اتباع قيادة الرب دون تردد أو خوف.
المعلم علامة تواضع ورجاء: شدّد البابا على أن المعلم هو شاهد للتواضع والأمل يقود المتعلمين إلى المسيح دون حب الظهور، فالرجاء يمنحه القوة لمواجهة التحديات بروح منفتحة مؤمنًا بأن كلمة الله لا تعود فارغة.
التزام بنقل الإيمان كعلاقة حياة: ذكر البابا أن الإيمان لا يُورَّث بالكلمات وحدها، بل عبر شهادة الحياة اليومية، فالتعليم المسيحي الناجح هو ذاك الذي ينمّي في قلب المتعلّم علاقة شخصية مع المسيح، علاقة تُترجم في الصلاة وعيش الأسرار ومحبة القريب.
دعوة إلى التجدد في الخدمة: كما دعا البابا المعلّمين إلى أن يعيشوا خدمتهم كتعبير عن رسالة كنسية لا مجرد وظيفة أو نشاط، إنهم شركاء في الرسالة الإنجيلية وحلقة أساسية في جعل الكنيسة بيتًا يرحّب ويعلّم ويرافق، لذلك شدد على أهمية التكوين المستمر والتجدد الروحي والانفتاح على طرق جديدة في التربية الإيمانية.
كلمات البابا لاون الرابع عشر خلال اليوبيل لمعلمي التعليم المسيحي تُشكّل خارطة طريق واضحة لمستقبل هذه الخدمة، إنها دعوة لكل معلّم تعليم مسيحي ليعيش رسالته بروح الرجاء حاملًا بذور الإيمان إلى كل قلب. ان معلم التعليم المسيحي هو المهندس الذي يبنيالرجاء للمستقبل، خاصة في سياق عالمي يعاني من الانقسام والصراع.
ومن هنا نشير أخيراً ان لقاء البابا بمعلمي التعليم المسيحي هو دعوة لهم ليصبحوا منارات للرجاء، مستعدين لتقديم جواب روحي وشخصي عن الايمان الذي يحملونه، ويحيون خدمة الكنيسة والشهادة للكنيسة في الالفية الثالثة.
المصدر: موقع أبونا.